- "زهايمر"
- ***********************
- عاشتْ معه كلَّ فصولِ الصِّعاب، وطوت بجانبه كل أوراقِ القحطِ والعوز الشَّديد..
- عندما تكون الأمُّ حكايةَ أحدٍ ما..فكيف ستُتلى سطورُ هذه الحكايةِ ؟! بل كيف سيأخذُ خطواتِه الأولى في التَّعبير..والحبو على شوكِ الحروفِ ؟!
- عندما تفقد الأمُّ ذاكرتِها..بالتأكيد ومن بابِ العطاءِ..فإنَّها ستمنحُ هذه الذاكرةَ لابنها المثخنِ بذاكرته أصلاً.
- كيف أصبحت لا تعرفُه؟ بل لاتتذكَّر بالكاد حروفَ اسمه..لم تقل له من أنت ولكنها تفعل ذلك؟! وتقفُ كالغريبةِ على تفاصيل أيَّامه ولياليه..وكأنها لم تحتفظْ به في بطنها يوماً ما..لم تلدْه أو تحتضنه أو تهدهده وتناغيه.
- وكأنها لم تأخذْ بيدِه في طرقاتِ الحياة وترسم له الدُّروبَ مفروشةً بورود الحبِّ..والأماني..
- وهاهي..أمٌّ نسفت قنابلُ الوطنِ كلَّ تاريخِ صمودها..وأودت حروبُ الوطنِ بها إلى هروبها من ذاتها..
- إلى سلَّمٍ عميقٍ بداخلها بعيداً عن تذكُّر أحد أو فوضى ألم أحد.
- وهاهو ..يحملُ الذَّاكرتين معاً..يعيش معها بلاصفة..
- وتعيش فيه كلَّ تفاصيلِ الصِّفات..
- كم حاول معها في أن يحرِّك أوتارَها ! ما اهتزت.. وغضَّت سمعَها عن أي نغمةِ حنين..
- كم حاول أن يثيرَ قلقَ وجدانها..كالطفل الضَّائع الذي يتنفَّسُ الصُّعداء وما أن يجد أمهُ بعد عناءٍ.. تنكره بملامحَ تعجُّبٍ تخالطها قسوةٌ مرَّة..
- هاهي وهاهو مجتمعان منفصلان معاً..
- هوايته الجديدة الآن أن يبحثَ في الأشياء القديمة..
- ويمعنَ في التَّفاصيلِ العتيقة..يقلب أوراقَ الأمسِ البعيد ..ويتفيَّأ ظلالَ الذِّكريات..
- وبين فينةٍ وأخرى..
- ومن أحد الأدراجِ ومن بين طيَّاتِ قماشٍ معطَّرٍ
- يستخرجُ وصيَّةَ أبيه الشَّهيد وهو في عمرِ الخامسةِ
- كتبها له في عيدِ ميلاده الرَّابع..
- وكيف احتفظت أمهُ له بهذه الوصيَّةِ ؟!
- ربما كان عليها ألَّاتفعلَ ذلك..أخشى انها كتبت وصيتها ايضا !! وان حدث ذلك ، فياللهولِ لمن تكون قد أعطتها ؟وأين ياترى خبَّأتها وهي لاتتذكر شيئا ؟حسناً عندما سيزورُ قبرَ أبيه..سيحاولُ إقناعَ والده بأن يعطيه وصيَّةَ أمهِ ، ويالبؤسه العظيم أن أفقدَ القبرُ الموحشُ ذاكرةَ أبيهِ أيضاً!!
- *******************************
- محمد المحزون/العراق
- كانون الاول
- 2017
الأحد، 31 ديسمبر 2017
زهايمر *** بقلم الشارع المتألق محمد المحزون
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
الا يا وطني.. * * * بقلم الشاعرة المتالقة ملاك شمس ناصر
الا يا وطني.. أنت الحلم عشقناك وطناً وعشقنا الألم بحجارتك ثوراتنا و زغاريد امهاتنا تشحذُ الهمم كلنا عروسك حبك ينشده المبسم بعزمك...
-
شمس العشية . شــــــــمس الــــــعشية مـــــالت للغروب بـــــــالله يا شـــــــــــــمس لا تـــــــغيبي لـــــــــــــــــــيل ا...
-
عشق العيون السود.... اصابت قلبي بنظره من تلك العيون الرموش شهود... اي صلاة عشق في محراب العيون باطله الافي محربها تحت الرموش وفوق لهيب الخ...
-
تسألني كم تحبني ؟ وهل لحبك ِ حجم ويقاس ب الكم لا والله لا وعلى ما اقول وحده الله يعلم احبك كحبها لجنينها الام كحب ِ مناضل ٍ لارضه والع...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق