السبت، 30 يونيو 2018

القطار الأخير ☆☆☆بقلم الشاعره المتألقه زهرة التوليب

القطار الأخير ( قصة  )

جلست كعادتها على مكتبها تتفحص هذه الوثائق التي يجب أن تراجعها اليوم، يوم متعب لكن لا خيار لديها هي اختارت العمل رغم أنها كان بامكانها أن تتزوج مثل بنات عائلتها اللواتي اخترن الزواج والعائلة  عن العلم والعمل،
أكثر ماكان يخفف التعب عنها أنها وصلت إلى مركز لم يصله رجل أو امرأة في كل عائلتها، فكانت دائما مصدر فخر والديها وغيرة أهلها، ربما هذا ما خلق الهوة بينها وبينهم فكان ينظر لها كمختالة ومتكبرة ومازاد من نظرتهم السلبية لها هو رفضها لكل من تقدم لها فكانوا ينعتونها بالمغرورة رغم أنها كانت تتعامل معهم بصفة عادية ،ربما عصبيتها والتي ازدادت حدتها بسبب توتر العمل الدائم والمرهق هي التي جعلت هذه الصفة تطلق عليها،
دخلت السكرتيرة تعلمها أن أحد المتعاملين يريدون مقابلتها لأمر مهم، ما كاد يذكر اسمه حتى عرفته ،نعم إنه رجل الأعمال المعروف ،لكن لماذا يريد مقابلتها .معاملاته في مكتبها يمكن لأي موظف بسيط في أحد أي فرع من فروع شركاته أن يقوم بها، على الرغم من أنها لاتحب التعامل مع هذه النوعية من الناس لانها تعتقد أن المال جعلهم يطغون في الأرض ويعتقدون أن كل شيء قابل للشراء حتى الضمائر، ماكان يجول في خاطرها وهو يتقدم ويمد يده للسلام انه يريدها أن تتغاضى على اجراءات غير قانونية مقابل رشوة، كانت تحضر الكلمات التي يمكن أن ترد عليه بها قبل أن يقطع حبل أفكارها ويطلب منها أن تحاول الإسراع بإنهاء أوراقه لأنه سيسافر للخارج قريبا، ويريد أن يشرف بنفسه على هذه المعاملة تفاجئت أكثر لأنه كان يمكنه من هاتفه أن يطلب من مسؤولها هذا الطلب وكانت ستقوم به دون مناقشة، أخذت تتفحص الأوراق جيدا تريد أن تجد أي ثغرة فهي تعرف هؤلاء الأشخاص وكيف جمعوا ثرواتهم كانت كل معاملته سليمة ولا لبس فيه أمضت الأوراق وسلمتها له بكل لطف فهو لم يتجاوز معها حدود الأدب.
تكررت زياراته رغم أن تنقله لم يكون للضرورة ابدا، بدأت تحس بنظراته وهي تتفحص كم الأوراق الذي كان يحضره في كل مرة تعرف نظرة المتعامل للموظفة وتعرف أيضا نظرة الرجل للمرأة التي كان يرمقها بها، تريد أن تتخلص من نظراته وزياراته لكن هذا عملها وهو لم ينبت بكلمة تسيء اليها ولا حساب على النظرات،
عندما حضر هذه المرة أحضر معه علبة كان يبدو أنها هدية، بدأت الأفكار تتداخل في رأسها لقد أظهر وجهه الحقيقي فقد كان يحضر أوراق سليمة والآن سيدخل المرحلة الثانية ويحاول شراء ذمتها ،هي ليست للبيع والشراء هذا ماستقوله له لن تفكر أكثر تصرفها قد يكفلها منصبها تعرف جيدا نفوذه، وعلاقاته، وبإشارة واحدة يمكن أن يفصلها رغم هذا ستعطيه درسا في النزاهة وان هناك أشياء لا تساويها كل أمواله ؛ابتسم لها وهنئها بعيد ميلادها كانت العلبة عبارة عن شكولاتة من أفخر الأنواع ،شكرته ،رفضت أخذها، وعند إلحاحه عرضت عليه الاحتفال معها وقامت بتوزيع الشكولاتة على الموظفين في حضوره ،اعتقدت انه سيمتعض لتصرفات  لكنه قابلها بإظهار الفرح والبهجة انه شاركهم الاحتفال.
كانت تنتظر قدومه فهذا اليوم الذي يزورها فيه، ما كان يفرق ذلك اليوم أنه لم يكن يحمل أي ورقة فقط عبارة قالها مباشرة :هل تقبلين أن ارتبط بك على سنة الله ورسوله؟ العرض لايرفض فلا أحد يتصور أن إبنه العائلة المتواضعه التي لاتملك غير علمها يتقدم لها رجل بهذا الحجم، تعرف جيدا لماذا يريد الارتباط بها ليس حبا ولا حتى اعجابا يريد ان يشتريها بطريق شرعي لأنه تأكد انه لا يستطيع الوصول إليها بطرقه الملتوية، يريد أن يجعلها جارية في قصره تعد أمواله،  كيف ستتعامل مع هذا الرجل الذي لا يعرف من اللغة الا لغة الأرقام وهي لاتتقن غير لغة الشعر والأدب أي حوار صامت سيكون بينهما لم تأخذ وقتا للتفكير كما جرت العادة، كان رفضها مباشرة، أحست بصدمته قام  مرتبكا غادر مكتبها دون أن يودعها، تعرف أن هذا القرار سيكلفها غاليا ربما منصبها وسمعتها، ستزداد الإشاعات المغرضة والكلام السيء في سيرتها والأهم انه آخر محطة لقطار الزواج فلن يتقدم لها اي أحد بعد أن يعرف أنها رفضت من لايرفض ربما ستخسر وتخسر لكنها ربحت نفسها. ...

بقلم زهرة التوليب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الا يا وطني.. * * * بقلم الشاعرة المتالقة ملاك شمس ناصر

الا يا وطني..  أنت الحلم عشقناك وطناً وعشقنا الألم بحجارتك ثوراتنا و زغاريد امهاتنا تشحذُ الهمم كلنا عروسك حبك ينشده المبسم بعزمك...