الجمعة، 27 أبريل 2018

جنتي * * * بقلم الكاتبة زهرة التوليب

جنتي  (قصة)

هاهو يقف أمام منزل والدته شبه المهجور منذ اشترطت عليه زوجته منزلا منفردا عن والدته وهو يقضي وقته بين التنقل هنا وهناك لايستطيع أن يترك والدته دون أن يلبي احتياجاتها فهو ابنها الوحيد الذي افنت حياتها في تربيته ورعايته، دخل البيت كان البيت يخلو من أي حركة نادى على أمه، لم تجبه على غير عادتها هي تعرف وقت وصوله دخل إلى غرفتها رآها ساقطة على الأرض كجثة تخلو من أي حركة، صرخ بأعلى صوته لكنها لم ترد عليه احس ببعض النبض فيها حملها بين يديه وخرج يجري يبحث عن من ينقله للمستشفى، دموعه كانت كشلال يريد أن يغسل إحساسه بالذنب كيف تركها وحيدة كيف وافق زوجته على رأيها، يتنفس الصعداء عندما يخبره الطبيب أنها أزمة ضغط وتم ضبطه وهي على مايرام ويمكن نقلها إلى البيت، قضى الليلة بجانبها يفكر ماذا لو لم يحضر في الوقت المناسب كانت أكيد ماتت دون أن يراها سيحسم الأمر مع زوجته لن يتركها وحدها بعد اليوم سينقلها إلى بيته أو يعود للسكن معها..
فاتح زوجته في الموضوع رفضت مطلقا العودة إلى بيت والدته ذكرها بالحديث الشريف :الجنة تحت أقدام لكنها فسرت له أن الجنة تحت أقدام الأمهات لا الكنات وأنه ليس ذنبها أن الله لم يرزقها ببنت لرعايتها ولن تتحمل مشاق العمل المنزلي وخدمة والدته، كان الأمر صعب بالنسبة له لكنه ترك لها الخيار إما أن تسكن مع أمه وإما الفراق والطلاق.
حملت ابنتها الوحيدة ومضت لن تقبل بأن تخدم والدته ليست مسؤوليتها ابد،ا ابنتها معها ستعيش لاجلها وستجدها سندا لها عندما تكبر ولن تتركه يراها ابدا.
وبدأت حياتها كبرت البنت وكبرت متطلباتها ،بدأت تتصرف بتهور حاولت التحكم في تصرفاتها لكن البنت ترفض أن يتدخل أي احد في شؤونها اوتصرفاتها بحجة أن والدها فقط من يستطيع التدخل في حياتها وهو غائب ،بدأ اخوالها بالضجر منها بسبب سمعتها، وعلاقاتها مع الشبان وجاء اليوم الذي هربت فيه مع عشيقها والحقت العار بوالدتها واهلها، تركت هذه الأم وحيدة، اخوتها لم يتحملوا الفضيحة طردوها  من البيت كانت تقضي وقتها بين منازل الأقرباء، لكن حتى هؤلاء لم يتحملوها كثيرا وبدأت ملامح الاستياء منها تبدو جليا، باعت حليها واستاجرت غرفة صغيرة بائسة لكنها تأويها مؤقتا ،ستبحث عن عمل فلا عائل لها الآن، تسمع عن عائلة تريد منظفة في البيت، تتوجه إلى المنزل تتفق مع صاحبته التي كانت حامل ولديها طفلين وزوجها مسافر لأنه تاجر وأغلب أوقاته في التنقل لجلب البضائع  وتريد من يساعدها في أعمال المنزل حتى تضع حملها ،سعدت بهذه الفرصة لم تتوقع أن تعمل كخادمة لكنه أشرف من أن تتسول أو تمد يدها بدات  العمل في هذا المنزل حتى جاء يوم الوضع عاد الزوج إلى البيت ففرحته بمولوده لايشغله عنها تجارة ولا أموال تتفاجأ انه طليقها لم تصدق كيف تغير حاله تركته بالأمس موظف بسيط لا يكاد مرتبه أن يفي باحتياجاتها واحتياجات والدته.
قص عليها كيف تزوج من هذه المرأة التي قامت على رعاية والدته حتى توفيت، والدته وصلها نصيبها من الميراث فسلمته له وبدأ مشروع صغير وبفضل اجتهاده ووقوف أمه وزوجته معه نجح وأصبح من أكبر التجار وذكرها الم اقل لك (الجنة تحت أقدام الأمهات ) وماوصل له بفضل دعوات أمه. .
إذن هذه التي كانت تخدمها زوجته بكت بحرقة:
ليتني خدمت امك وماخدمت زوجتك
زهرة التوليب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الا يا وطني.. * * * بقلم الشاعرة المتالقة ملاك شمس ناصر

الا يا وطني..  أنت الحلم عشقناك وطناً وعشقنا الألم بحجارتك ثوراتنا و زغاريد امهاتنا تشحذُ الهمم كلنا عروسك حبك ينشده المبسم بعزمك...