بين الاختلاف و التكامل
جثا رجل ذات يوم يدعو
ان تمطره السماء جفافا
فبالتشابه صار الجو ندي غبي
يلبس وجه الحقيقة لحافا
فان لم يكن من القرب بد
فاني استعير منه الحروفا
لاني لا اقبل ميوعة المعاني
و دلالات تغمض المعروفا
انا لا اعرف الظروفا
انا لا احب المرجوفا
انا عاشق الاختلافا
لا اسال الناس ان يكونوا مثلي
فما يهمني ان يحترموا فكري
و وقف الاختلاف يلوح من بعيد
يموج حول الصرامة الحنان
فاهتز قلب ذلك الرجل العنيد
يفسح للاختلاف المكان
يطعم بذاك جذره العرفان
و قام للجمع يستعطفه هيا
قرب لي السعادة و الاحزان
لقد اهتز قلبي الان
لقد عرفت العزة و الهوان
لقد شربت من عذوبتك
حتى اشعل قلبي النيران
لقد عانق قلبي الوجدان
فقالوا يا الاهي لقد جن هذا الانسان
صاحوا اين الدليل
فرد في كل جميل
ما خيطكم عندي الا ضئيل
افلا يضرم النار في الفتيل?
هذه الدنيا جمعت بيننا
فاختلف بعضنا عنا
فالشكل تصنعه الاعداد
و الشعر تنسجه الامجاد
و الاختلاف لا يجعلنا انداد
فنطق العقل و الفؤاد
الله ....رددت العباد
ان كنت انسانا دقيق
او حتى ذو قلب رقيق
و مهما كانت ديانتك فانت لي شقيق
فالتعايش لا يعرف البشع من الجميل
و لا يجعلنا نستل سيفا دليل
بل القلب وحده يسيل
و يغازل عينه بصر كليل
فنحب بعضنا قليلا فقليل
فهات لي عقلا و قلبا
هات لي منطقا و حبا
هات لي تعايشا و صدقا
اصنع لك العجب !
بقلم حنان الادريسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق