_من أرض التراب إلى أرض الحياة_
_من الراحل عن الحياة "نزار"
إلى حبيبة القلب "جوان"
الساعة الواحدة والنصف وأنا أكتب إليك من قاع الأرض، وتحت أكوام التراب الخانقة لي ولأنفاسي.
أكتب لكِ بتراب الأرض، فكما تعلمين هذا المكان ليس فيه حياة إلا للتقي الصالح..
أكتب وكلي اشتياق لكِ، ولهفة للقائكِ، وسماع صوتكِ الذي زاد حنيني له مع تذكري لنغماته..
متى تأتين لزيارتي؟!
فأنا هنا وحيد، لا أهل لي ولا صديق، لا حبيب ولا رفيق...
أعلم بأن عيناكِ لم تذق طعم الراحة والنوم من بعد رحيلي، وقلبك الذي لم يكف عن النحيب والبكاء لغيابي، لكن هذا ليس بيدي!
فكلنا من الحياة زائلون، راحلون لكن لا أحد يعلم موعد أجله..
#جوني
هذا أيضاً الاسم الذي كنت أناديك به، مصحوباً بنغمة رنانة تحبينها كثيراً..
أتعلمين؟
اشتقتُ لصوتكِ عندما تُغنين لي أغنيتي المفضلة، اشتقت لنظرة الحب من عينيكِ، للمسة يدكِ التي لطالما خففت عني همي، وربتت على كتفي..
سألتني إن كنت أتذكر صندوق رسائلنا، نعم أتذكر، وهل مثل هذا يُنسى؟!
أتذكره جيداً، شكله، لونه الذي كان من اختياركِ، كل شيء..
لكن اعذريني!!
لأنني لم أعد أقرأ رسائلكِ، فالمكان الذي أتواجد فيه لايسمح للقراءة ولا للكتابة ولا حتى للتفكير، فقط هو للمحاسبة..
احتفظي بصندوقي معك، ولا تتوقفِ عن الكتابة لي حتى وإن لم تصلني وأقرأها،
فيكفي أنني مازلتُ بقلبك، تتذكرينني دائماً، وتدعين لي..
لكم أسعدتني قوتك التي دخلت بها المقبرة، أتذكر جيداً كيف كنت تخافين من المقابر، وتصيبك حالة من الهلع عند المرور بجانبها..
فأحياناً نخاف من أشياء ويُصيبنا الهلع عند التفكير بها، ولكن عندما يتعلق الأمر بحبيب وقريب لنا ننسى خوفنا ونُجازف لأجله...
ولأنك تفكرين بي دائماً فتشعرين في أوقات حزنك بوقوفي بجانبك، ومسحي دموعك..
فأنا أيضاً أفكر بك كثيراً..
بالمناسبة تذكرت أمراً!
غمازة خدي الأيمن تسأل عنك كثيراً، وتشتاق لقبلتك الفاتنة..
#جوان
كوني قوية، ولاتجعلِ الحزن يمحي جمال عيناك،
فأنت تعلمين كم أعشق سوداهما..
تحلي بالصبر أكثر، فـ به تطمئن النفس، وتسكن الآلام...
#خلود_الريمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق