- أمنية....!
- تباطأت قدماه متعاطفة مع صراع بداخله...قرار يبعث ويعدمه كلما حملته رحلته إلى هذا الشارع الراقي...
- دقات قلبه تتسارع أكثر فأكثر كلما اقترب...عاودته حالة التردد.. لكن هذه المرة رغبته في الوقوف بين هؤلاء الناس كانت أقوى.. مظهرهم يوحي أنهم من خيرة القوم...
- ماذا سيفقد..هو مجرد كائن رفضته الحياة..مجموعة من العظام تشكل هيكلا سترها الله بقطعة من الجلد من كثرة الهزال اتخذ شكل عظامه...هولا يفهم كيف عشقته هذه الروح و سكنته..ربما أخطأت النزول او من الأرواح الشريرة وجسده سجن تقضي عقوبتها فيه..
- توقف ومنح لنفسه مكانا بين الواقفين..عطورهم الرفيعة تخنق المكان..ترصدتها جيوبه الأنفية..لم يتردد و أخذ أنفاسا عميقة متتالية ملأت شعبه الهوائية..منتشيا تمنى لو انه يستطيع تخزينها بداخله..يرتشف منها من حين لآخر نفحة...
- تصنم وسط الجمع عيونه في خشوع لا تفارق قطعة من الزليج طلق العنان لخياله ليتيه في زخرفتها..وكلما اصبح في الواجهة إلا و انزلق إلى الخلف رافضا المواجهة...
- بعد مدة فقد فيها الزمن قيمته..وجد قطعته النحيلة في مواجهة صاحب المحل..إنعطف برأسه يمينا و شمالا لا احد.. تأكد أنه الوحيد الذي خلفه دمار الفقر..و البقية امتطوا زوارقهم ورحلوا..هذا هو الموقف المزعج الذي كان يتحاشاه..استدركه صوت أعاده إلى حرجه بسؤال..ماذا تريد يا سيد؟
- تردد صدى هذه الكلمة في أدغال أعماقه..وابتسامة مستفزة طبق عليها الحد قبل أن ترسم على شفتيه..هو ليس بسيد هو لا شيء..رفع إليه بصره و بكلمات متلعثمة قال:أريد بعض العظام يا سيدي..دون أن ينظر إليه صاحب المحل استفسره قائلا:ألديك كلاب؟
- هو لا يملك على هذا الكوكب إلا عزته وكبرياءه و بهما يشعر انه ينتمي إلى فصيلة بني آدم...قيم قلت في زماننا..ولا يصح له أن يكذب ويحمل إلى أبناءه عظاما حرام..
- تصدعت الكلمات في جوفه لتبعث شظايا حروف فقدت معانيها قبل أن يتلقفها صاحب المحل.. أريدها يا سيدي و رأسه في دونية إلى الأرض.. كي تنسم بها زوجتي المرق و يتذوق ابنائي الخضرة برائحة اللحم...دون انتظار رد من صاحب الدكان تابع سيره و أمنية تتردد بداخله...لو خلقت كلبا من فصيلة جيدة لعشت عيشة الملوك في جلد كلب..في زمن فقد الإنسان قيمته..وبعدها أمطر نفسه بالتعوذ و كثرة الإستغفار خوفا من خالقه فقد تكون امنيته من الكبائر و تبعده عن رحمة الله و يحرم من الجنة...
- ورقة من أوراق خريف عمري..
- بقلمي : عبدو
الخميس، 29 يونيو 2017
أمنية....!*** بقلم الشاعر المتألق عبدو ( اوراق من خريف العمر )
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
الا يا وطني.. * * * بقلم الشاعرة المتالقة ملاك شمس ناصر
الا يا وطني.. أنت الحلم عشقناك وطناً وعشقنا الألم بحجارتك ثوراتنا و زغاريد امهاتنا تشحذُ الهمم كلنا عروسك حبك ينشده المبسم بعزمك...
-
شمس العشية . شــــــــمس الــــــعشية مـــــالت للغروب بـــــــالله يا شـــــــــــــمس لا تـــــــغيبي لـــــــــــــــــــيل ا...
-
عشق العيون السود.... اصابت قلبي بنظره من تلك العيون الرموش شهود... اي صلاة عشق في محراب العيون باطله الافي محربها تحت الرموش وفوق لهيب الخ...
-
تسألني كم تحبني ؟ وهل لحبك ِ حجم ويقاس ب الكم لا والله لا وعلى ما اقول وحده الله يعلم احبك كحبها لجنينها الام كحب ِ مناضل ٍ لارضه والع...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق