الخميس، 29 يونيو 2017

أمنية....!*** بقلم الشاعر المتألق عبدو ( اوراق من خريف العمر )

  • أمنية....!
  • تباطأت قدماه متعاطفة مع صراع بداخله...قرار يبعث ويعدمه كلما حملته رحلته إلى هذا الشارع الراقي...
  • دقات قلبه تتسارع أكثر فأكثر كلما اقترب...عاودته حالة التردد.. لكن هذه المرة رغبته في الوقوف بين هؤلاء الناس كانت أقوى.. مظهرهم يوحي أنهم من خيرة القوم...
  • ماذا سيفقد..هو مجرد كائن رفضته الحياة..مجموعة من العظام تشكل هيكلا سترها الله بقطعة من الجلد من كثرة الهزال اتخذ شكل عظامه...هولا يفهم كيف عشقته هذه الروح و سكنته..ربما أخطأت النزول او من الأرواح الشريرة وجسده سجن تقضي عقوبتها فيه..
  • توقف ومنح لنفسه مكانا بين الواقفين..عطورهم الرفيعة تخنق المكان..ترصدتها جيوبه الأنفية..لم يتردد و أخذ أنفاسا عميقة متتالية ملأت شعبه الهوائية..منتشيا تمنى لو انه يستطيع تخزينها بداخله..يرتشف منها من حين لآخر نفحة...
  • تصنم وسط الجمع عيونه في خشوع لا تفارق قطعة من الزليج طلق العنان لخياله ليتيه في زخرفتها..وكلما اصبح في الواجهة إلا و انزلق إلى الخلف رافضا المواجهة...
  • بعد مدة فقد فيها الزمن قيمته..وجد قطعته النحيلة في مواجهة صاحب المحل..إنعطف برأسه يمينا و شمالا لا احد.. تأكد أنه الوحيد الذي خلفه دمار الفقر..و البقية امتطوا زوارقهم ورحلوا..هذا هو الموقف المزعج الذي كان يتحاشاه..استدركه صوت أعاده إلى حرجه بسؤال..ماذا تريد يا سيد؟
  • تردد صدى هذه الكلمة في أدغال أعماقه..وابتسامة مستفزة طبق عليها الحد قبل أن ترسم على شفتيه..هو ليس بسيد هو لا شيء..رفع إليه بصره و بكلمات متلعثمة قال:أريد بعض العظام يا سيدي..دون أن ينظر إليه صاحب المحل استفسره قائلا:ألديك كلاب؟
  • هو لا يملك على هذا الكوكب إلا عزته وكبرياءه و بهما يشعر انه ينتمي إلى فصيلة بني آدم...قيم قلت في زماننا..ولا يصح له أن يكذب ويحمل إلى أبناءه عظاما حرام..
  • تصدعت الكلمات في جوفه لتبعث شظايا حروف فقدت معانيها قبل أن يتلقفها صاحب المحل.. أريدها يا سيدي و رأسه في دونية إلى الأرض.. كي تنسم بها زوجتي المرق و يتذوق ابنائي الخضرة برائحة اللحم...دون انتظار رد من صاحب الدكان تابع سيره و أمنية تتردد بداخله...لو خلقت كلبا من فصيلة جيدة لعشت عيشة الملوك في جلد كلب..في زمن فقد الإنسان قيمته..وبعدها أمطر نفسه بالتعوذ و كثرة الإستغفار خوفا من خالقه فقد تكون امنيته من الكبائر و تبعده عن رحمة الله و يحرم من الجنة...
  • ورقة من أوراق خريف عمري..
  • بقلمي : عبدو
  • ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏وقوف‏‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الا يا وطني.. * * * بقلم الشاعرة المتالقة ملاك شمس ناصر

الا يا وطني..  أنت الحلم عشقناك وطناً وعشقنا الألم بحجارتك ثوراتنا و زغاريد امهاتنا تشحذُ الهمم كلنا عروسك حبك ينشده المبسم بعزمك...